Sunday, November 27, 2016

لا تصمتي

جلست قبالتي بطلتها المرحة كالعادة و راحت تقص علي كل ما مر بيها في الشهور التي لم نلتقي فيها ،كنت استمع اليها بانتباه شدي من غير ان اعير انتباها لضوضاء المقهى الذي اخترناه و للاغاني الصاخبة التي كانت تحتل المكان ، من حين لاخر اعلق على كلماتها و قصصها و نتناقش ،عندما رفعت نظري اليها بعد ان اشعلت  سيجارتي وجدت ان  ابتسامتها اختفت ،اعتقدت لوهلة انها ستزجرني عن التدخين و تصب علي نصائحها كالعادة لولا انها بادرتني قائلة "سافضي لك بشيئ مخجل" و حدثتني ....حدثتني عن سائق الاجرة الذي حاد بها عن الطريق ،بالخوف الذي شعرت به عندما لم تتعرف للمحلات و البيوت التي زينت جنباته ،حدثتني عن الحيرة التي انتابتها عندما توغل في ازقة لا تفضي لعمران و عن كلماتها المترددة عندما سألته ان كان يعرف العنوان الذي اخبرته به و ان كان طريقا مختصرا ؟ لم تأتي اجابته عن طريق كلمات فقد اوقف سائقها السيارة و ترجل فتح الباب و طلب منها النزول ، حدثتني عن الغضب الذي تملكها حين اعتقدت انه سيهجرها هناك و عن الصدمة حين اقترب منها ليلمس بعضا من جسد اطنبت طول حياتها في حمايته كان صوتها منخفضا مليئا بعبارات الذل و المهانة و الخجل و كانت عيناها تحتبس الدموع و هي تحدثني كم بكت و توسلت رجلا بدى امامها في ابشع الصور و كم ذكرت والديها و عائلتها و استعطفته ان لا يمرغ شرفهما في طين رغباته و ان يوصلها لمنزلها في سلام بينما وصفت لي نظراته الملوثة نحوها ووقع لمساته الوسخة على جسدها و اضافت ان هداه الله فتركها دون ايذاء و اخذها الى وجهتها و ختمت في اخر الحوار "استحلفك بالله ان لا تفشي سري و تفضحي الواقعة فلا يكون لي وجه اقابل به الناس" ...كلماتها الاخيرة اشعلتني غضبا ،فمتى صارت الضحية خجلى و الجاني فخور ؟ ، باي مجتمع صرنا و اين قيمنا ،ايستبيح رجل عرض انثى فتصمت خوف الفضيحة؟ اصرنا حقا بهذه الوضاعة !؟ ايحول الذئب وجهة ليلى فنغفر للذئب و نعدم ليلى !؟ متى اصبح المتهم بريئا و الضحية متهمة !؟
لا ياصديقتي لا تتركي هذا المجتمع يخرسك عن حقك ، بالله عليكم يا نساء العالم لا تصمتوا ، شرفك ليس ماستباحه كلب شرفك محفوظ ان تكلمتي ان كسرت صمتك و صرخت في وجه الذل و المهانة و في وجه مجتمع جاحد جاهل يربي نساءه ان لا وزر على الرجل لانه رجل و كل الحمل على المرأة الضعيفة ناقصة الدين و العقل ...خسأ رجل لا يمت للرجولة بصلة ،ان كنت امرأة حقا اقطع يديه بفأس العدل و العدالة و لا تسلمي امرك لالله ، الله الذي هداه اليوم ليتركك و قد لا يهديه غدا ليعفي غيرك ، هذا الالاه وهبك لسانا حتى لا تصمتي فلا تكفري بنعمة الله.
                                               KOUKOU
                                       #اكرام_سويلم

طريق المجهول

هل لي ان اعرف يا سيدي الى اين تقود هذه الطريق ؟ فقد مشيت فيها عمرا فقدت خلاله الف رفيق و صديق ، و قابلت خلال هذا العمر ناسا انسوني طول المسافة
و لكني يا سيدي تعبت من المسير .

عقارب ساعتي قد توقفت و ضاعت منها اللحظات و اني يا سيدي اكره هذا الثبات.
اكره ان يمر الوقت و أنا جامدة لا أتحرك 
لا علم لي الا بما فات
أخاف ان يثقلني عبأ الحَكاية فلا اعرف للطريق نهاية و يُعْيَنِي الانتظار .



 
 

رسالة الى رجل من الماضي


يا رجلا يطل علي من انقاض الماضي ،اخبرني كيف استطعت ان تنجوا من كل ذاك الخراب و كيف عدت بدون خدوش من الحرب القائمة بين عقلي و قلبي ؟ كيف خرجت سالما بدون جراح،  ام انك احتميت بشرياني و حملت ذكرياتك كسلاح !
اخبرني في طريقك الي ذاكرتي هل اعترضك احد المصابين بسهام عيوني او مِن مَن يشكون  داء جنوني ؟
هل قابلت من سقطوا ضحايا لهواي و اهوائي او جرحي لكبري و كبريائي؟
و هل التقيت احد المتسللين الي اجزائي او المتسلقين لاسواري و هل اخبروك باسراري؟
قلي بربك كيف وصلت و كيف لملمت بقاياك من بين الاشلاء لتعود معافا من بين حطامي؟
و لماذا عدت ؟
هل عدت لتقتلني اشتياقا و تعذبني احتراقا؟
ام عدت لتتعذب انت أمامي ؟ امام امرأة غيرها الفراق ، امرأة صارت تعرف كيف تكبح جماح الاشتياق ،امرأة من نار و هل ياثر في النار الاحتراق؟
فلماذا عدت ان عدت لأجلي فاعلم اني لم اعد انا ،لقد تغيرت ،تغيرت كثيرا من بعدك صرت امرأة غير قابلة للحب ،تغيرت كثيرا فلا ترجع فقد صرت بعدك انت.
                                            KOUKOU
                                                  #اكرام_سويلم.

Monday, November 21, 2016

خائنة

...احبك ...لا واقع غير هذا و لكن ...يأرقني قليلا اسهابي في خيانتك مع رجال اخرين و برغم ان علاقاتي هذه هي علاقات عابرة الا انها تترك في اثرا عميقا ، قد تستغرب اين اقابل عشاقي و انا لا افارقك كظل "بيتر بان" الا ان السبل كثيرة ، اقابلهم احيانا بين صفحات رواياتي او بين فواصل كلماتي حيث يخبأنا الحبر عن العيون...خنتك مرة لثلاث ليالي متتالية مع خالد طوبال و عندما فارقته وجدتني ابحث عنه في حديثك و حركاتك و نظرتك للحياة و  مرة احتضنت عزيز ليلتين و عندما اثارتني دموع حبيبته جمانة و رثيت لها وجدتني في الليلة الثالثة اراقب تصرفاتك و اثور في وجهك انتقاما لها و حقدا عليه و مرة دخلت الغرفة الحمراء ل"كريستيان غراي" و صرت على يقين ان لا شفاء من رجل مثله و مرة اخرى حدثني احمد عن الاسلام و الدين و سيرة النبي عليه السلام و اخذني بين صفوف المقاومة و المقاومين ثم تاه و فقد ذاكرته و صار مسيحيا و لكنه رسخ في ذاكرتي فوجدتني اريد منك ان تأم صلاتي و تختم معي القرآن خوفا ان اتوه مثلما تاه احمد ...هجرت مرة كتبي شهرا وفاءا لك غير انني اصبحت خلال ذلك الوقت كثيرة الوجوم و الشرود و كلما امسكت قلمي تهت في تفاصيل رجل اخر و رائحة رجل اخر و كانني غير قادرة ان اعيش الا بجوار رجلين حتى وان كان الرجل الثاني من نسج بضع كلمات ، احاول احيانا ان اغير الموضوع اذ يتملكني في بعض الوقت شعور بالذنب و كاني قد خنتك حقا و كاني فعلا امضيت بضع ساعات ارتشف رحيق شفتي رجل غيرك او ليلة في احضان رجل غيرك ....اكتب لك احيانا اعتذارات مطولة لخيانات لم تحصل الا على الورق و احيانا اخرى اخط رسائل لعشيقي الوهمي ابثه شوقي و ابرر له غيابي عنه ...نسيت مرة كتابي عندك في المنزل و عندما وجدتك تقراه اختطفته بسرعة خوفا ان تلتقي احد عشاقي فتكون الطامة الكبرى و حذرتك حينها من ان تلمس كتبي دون اعلامي حتى اضمن ان لا تكتشف ابدا وجوه احبائي السابقين ...احبك و لكن اعترف اني امرأة خائنة

                                                               KOUKOU
                              #اكرام_سويلم

Monday, November 7, 2016

عينيه

في كل مرة ناقف قداموا و نقول "مرآتي يا مرآتي شكون ازين طفلة في العالم!" و تجاوبني عينيه "انت يا مولاتي" .... في عينيه انا الاميرة و بنت السلطان و الجازية الهلالية و الملكة و الجنية و كل شخصية من خرافات مماتي، انا الي علية نظراتوا تحكي و تمجد في صفاتي ، عينيه بلادي و داري و صندوق اسراري و مفتاح قلبي و حكاياتي ...في عينيه الحب و الشعر و كلام الكتب و في عينيه موتي و حياتي ...عينيه الكل في الكل ،البداية و النهاية و العبرة من رواياتي ...الله لا يحرمني من عينيه