Sunday, April 9, 2017

سقوط امرأة

جاء اليها غريبا فاحتواها كملاك طاهر ،فرش العالم تحت قدميها كبساط و طار بها بعيدا فوق السحب ، ذهلت و اغشت عيناها الشمس فأحاطها بجناحيه و حلق عاليا ، عاليا،  الى ان اخترق السماء ، كانت مشدوهة كأنها في حلم جميل لا تريد الاستيقاظ منه ،فجأة سحب من  تحتها البساط فهوت، هوت و ارادت ان تتمسك به اكثر فاذابملاكها صار شيطانا واذا بجناحيه صارا نارا تحرقها نار تتأجج كلما هوت اكثر ....استمرت تسقط نحو الاسفل ، تسقط الى الفراغ ، تسقط و تسقط الى ان التقفتها السحب ...سحابة اولى خففت سقوطها قليلا لكنها سرعان ما تلاشت سحابة ثانية امسكتهاو ما ان استكانت اليها حتى تبخرت و تركتها تهوي ثانية لسحابة جديدة ثم سحابة اخرى و اخرى و اخرى و استمرت بالسقوط اكثر الى ان لاحظها الناس فخرجوا يشاهدون سقوطها دون ان يحركوا ساكنا غير افواههم ،ينادي احدهم الآخر يدعوه ليشاهد امرأة ساقطة ....عندما ارتطمت بالقاع داسوها و مروا كأن شيئا لم يكن ...كانت تعتقد انها ستتلاشى او تتماهى مع الطين و الاسمال لكنها اكتشفت ان جلدها قد قسى من فرط الاحتراق وتصلب بسبب الرياح الي كانت تطوح بها اثناء سقوطها نزلت دمعة من عينها ، كانت دمعتها الاخيرة ، مسحتها و وقفت على قدميها شامخة،  نفضت الاسمال و التقطت ما علق بها من فتات السحاب ،صنعت جناحين ابيضين و انطلقت تبحث عن ضحية . #اكرام_سويلم