امنيات

و كم وددت ان تسرق مني لحظات تحت المطر ، ان تمسكني من يدي و تجذبني اليك فيما تنهمر دموع السحاب لتطهر كلينا ، كم وددت ان تسرق مني قبلة علي عجل في ما يهرول المارة تاركيننا خلفهم ، ثم تركض بي الي اقرب مقهي و تطلب لي كاس قهوة ساخن و تشعل سيجارة و تتكأ علي الكرسي في صمت لتسبح في عيوني في ما اغرق في فنجانك 

 

شتاء

ليالي الشتاء تذكرني بك ، تذكرني بحضن دافئ الجأ اليه هربا من برودة مشاعري و انا بعيدة عنك ، تذكرني بحرارة انفاسك عند العناق و تذكرني بدموعي التي تنهمر للوعة الفراق ، كل شيئ بداخلي يشير الي النافذة المغلقة امامي تتساقط قطرات المطر لتحملني معها الي عالم رسمته انت ، عالم يسكنه الوجع من بعدك ، يشتعل البرق متزامنا مع احتراقي و تئن السماء بصوت الذكري ، تنعكس صورتي علي بلور نافذتي و تغيبها اللهفة لتضهر انت ، اراك تطالعني فلا افك الغاز عينيك ، يأخذني الحنين اليك علي غرة فاذا بجفائك يغتالني يغتال املي ، ترعد السماء فاستفيق علي الم الهجر و تجلد روحي بسوط الانتظار و الخيبة ، هذا المساء ابكي غيابك و ابكي وجعي ، تعتصرني الذكري فاعود لاحتضن طيفك اعانقه فاذا به صار مثلك يقابلني بصقيع يستنزفني و يتسلل الي اوردتي هناك حيث خبأت حبك سرا فاتجمد ، و اني اتجمد هذا امساء الف مرة و اموت الف مرة بدونك 

‫

KOUKOU

(خاطرة)

احيانا تخدعنا الحياة فتصور لنا آمالا لامعة تبرق من بعيد , آمالا نعدوا اليها لاهثين حاملين اليها أحلامنا و أمانينا فما ان نقترب منها حتي تخذلنا , و لكني لم اكن أبدا من محبي الآمال اللامعة ، بل كان بصيص صغير من امل باهت شبه مضمحل يكفيني لابتسم و احلم و أطير ، لطالما احببت ان أعيش في حدود يومي فلا أتطلع الا للساعات القليلة التي تفصلني عن غدي .

الغد كان بالنسبة لي كحبيب مجهول ، حبيب غائب اشتاق اليه دون ان اعرفه ، حبيب يجلب معه الاستجابة لكل صلواتي و قد كانت صلواتي كثيرة طويلة الدعاء و كان أملي في غدي كثير البريق ، و كان رجائي ان لا اخدع فيه كما خدعني ماضي الذي تركته ورائي.

ماضي ! ماضي قصيدة نابعة من القلب لتخاطب القلب ، ماضي ذكري تركتها ورائي و لكني لا انفك أتطلع اليها بين الحين و الحين و كلي حنين ، ماضي زمن جميل ، قصص عشق و شقاوة شباب و ضحكات رقيقة الرنين .

هكذا احببت الحياة و هكذا عشتها أذيب السنوات بين الحنين للماضي و أمل في المستقبل و لهفة الانتظار. الي ان أتي حبيبي المجهول بعد سفر طويل ، جاء و احتضنني فسقط الزمن تحت قدميه و اتصل ماضي بحاضري و تلاشت كل مخاوفي و انمحت اثار الخذلان. التقينا كأننا كنا بالأمس معا ، التقينا و كلنا آمال لامعة تبرق من بعيد، فعدونا اليها معاحاملين أحلامنا و استيقظنا علي مستقبل بملامح الماضي.

KOUKOU

اللقاء الاول

لم استطع النوم منذ اربعة ايام طيفك يقض مضجعي و تفاجئني عيناك كلما أغمضت عيني ، اصبحت المحك في كل مكان ،خيال انسان بلا ملامح اذ لم يبقي في ذاكرتي راسخا غير عيناك تطلان علي بين الفينة و الأخري كالرقيب ،تظهران حتي في أحلامي اللتي اختلسها في الساعات القليلة التي أتمكن فيها من الهروب من طيفك ،الغريب اني اصبحت ابحث عنك كل ما غبت عني ، و اهرب منك كل ما جأت الي، أفاجأ نفسي احيانا ابحث عن عينيك في عيون المارين ،ابحث عن تلك النظرة التي فرشت العالم بين يدي و بعثرت أحلامي الماضية و خلقت لي أحلاما جديدة كلها 
انت .

ماللذي فعلته بي ؟ 

ابحث عنك في كل مكان منذ احتلتني عيناك و اعلنتني وطنا لها ،بربك قل لي من اذن لك باجتياحي و إرساء سفنك في ميناء ذاكرتي و من سمح لك بالإتيان دون سابق إنذار ،و كيف تمكنت ان تجعلني ارفع راية الاستسلام و انزل لك جسور أسواري دون مقاومة او انتفاضة.

ا ساحر انت ام اني وقعت في حب سجاني؟ و كيف لي ان احب رجلا بلا ملامح؟ 

لا اعرف الي الان كيف امكن لرجل مثلك ان يحطم سفن كبريائي و يقتلع اشرعتي و يجعلني اغرق و لا اعرف كيف لامرأة مثلي احترفت الغوص في أعماق الرجال ان تغرق كل ما اذكر اني لم ابحث حينها الا عنك فقد علمت ان لا شاطئ غيرك ينتشلني من بين انقاضي و يلملمني من بين الحطام و حين حملتني بين ذراعيك فقط تمكنت ان اتنفس و افتح عيني ، ولا اعرف الي الان كيف تمكنت ان تقتلني و تحييني في لحظة واحد وفي اول لقاء بيننا كل ما اعرف اني رايت نظرة في عينيك حملتني الي حيث اعتقدت ان لا فتاة ذهبت قبلي، نظرة أسرت بي الي السماء السابعة في طرفة عين و اعادتني جسدا بلا روح ، يومها احببتك ، احببتك لانك اول رجل يغرقني و اول رجل ينقذني . يومها توسدت اهدابك و تركتني اهوي، يومها جأتك امرأة بأحلام طفلة وتركتك طفلة بطموحات امرأةوو ما بين الاثنين تهت. 

KOUKOU

نهاية

مثل دخان سجائري ادمنتك و ربما ما سجائري الا آثار جانبية لادماني لك ...مع كل يوم اكتشف ان سجائري مضرة بالصحة و كذلك تعلقي بك...في كل يوم اقنع نفسي اني ساقلع عن تدخينك ،فتخونني شجاعتي و تخونني جرعة النيكوتين التي تذكرني باستمرار بك ، 

و تخونني افكاري التي لا تأخذني الا اليك... فاعود الى ادماني .

القهوة ...عادة أخرى تبنيتها حين عرفتك و لم اكن ابدا من محبي القهوة ...لم يغريني يوما لونها الاسود الحزين و لا المرارة التي تشوب حلاوتها ...و لكني منذ عرفتك احببت القهوة لانك احببتها .

الليل ...الليل اعتراف و حنين ...الليل زائر جميل ...و لطالما كنت من عاشقات الليل و كرهته يوم عرفتك...كرهته لانه يأخذك مني ...كرهته لانه يبعدك عني و كرهته لاني احبك.

اليوم ...اليوم اجلس هنا ...لا يأنس ليلي غير قمر باهت ...قهوتي قد بردت ...و في يدي عقب سيجارة بائسة ...و مع اخر نفس أطفأك 

كانك لم تشتعل مع سيجارتي يوما .

KOUKOU