Thursday, August 27, 2015

(خاطرة)

احيانا تخدعنا الحياة فتصور لنا آمالا لامعة تبرق من بعيد , آمالا نعدوا اليها لاهثين حاملين اليها أحلامنا و أمانينا فما ان نقترب منها حتي تخذلنا , و لكني لم اكن أبدا من محبي الآمال اللامعة ، بل كان بصيص صغير من امل باهت شبه مضمحل يكفيني لابتسم و احلم و أطير ، لطالما احببت ان أعيش في حدود يومي فلا أتطلع الا للساعات القليلة التي تفصلني عن غدي .

الغد كان بالنسبة لي كحبيب مجهول ، حبيب غائب اشتاق اليه دون ان اعرفه ، حبيب يجلب معه الاستجابة لكل صلواتي و قد كانت صلواتي كثيرة طويلة الدعاء و كان أملي في غدي كثير البريق ، و كان رجائي ان لا اخدع فيه كما خدعني ماضي الذي تركته ورائي.

ماضي ! ماضي قصيدة نابعة من القلب لتخاطب القلب ، ماضي ذكري تركتها ورائي و لكني لا انفك أتطلع اليها بين الحين و الحين و كلي حنين ، ماضي زمن جميل ، قصص عشق و شقاوة شباب و ضحكات رقيقة الرنين .
هكذا احببت الحياة و هكذا عشتها أذيب السنوات بين الحنين للماضي و أمل في المستقبل و لهفة الانتظار. الي ان أتي حبيبي المجهول بعد سفر طويل ، جاء و احتضنني فسقط الزمن تحت قدميه و اتصل ماضي بحاضري و تلاشت كل مخاوفي و انمحت اثار الخذلان. التقينا كأننا كنا بالأمس معا ، التقينا و كلنا آمال لامعة تبرق من بعيد، فعدونا اليها معاحاملين أحلامنا و استيقظنا علي مستقبل بملامح الماضي.

KOUKOU

No comments:

Post a Comment